يعد مؤشر داو جونز الصناعي (Dow Jones Industrial Average) أحد أشهر وأقدم مؤشرات الأسهم في العالم، وهو بمثابة بوصلة المستثمرين في رحلتها عبر قمم وول ستريت وتقلباتها.
تأسس عام 1896 من قبل الصحفيين الأمريكيين تشارلز داو وإدوارد جونز، ليضم بداية 12 شركة صناعية كبرى، ثم تطور ليشمل اليوم 30 شركة عملاقة تمثل قطاعات متنوعة من الاقتصاد الأمريكي.
شهد المؤشر على أحداث تاريخية كبرى، وشابهت مسيرته تقلبات الاقتصاد الأمريكي والعالمي:
طفرة القرن العشرين: شهد بداية القرن العشرين نموًا ملحوظًا للمؤشر، تزامن مع الثورة الصناعية والازدهار الاقتصادي الأمريكي.
انهيار وول ستريت: عانى المؤشر خلال انهيار سوق الأوراق المالية عام 1929، ليهوي بنسبة 89%، ويستغرق سنوات للتعافي.
الانتعاشات والركودات: تخللت مسيرة هذا المؤشر فترات من الانتعاش القوي تلتها ركودات، مثل الأزمة المالية عام 2008، لكنه حافظ على اتجاه صعودي طويل الأمد.
لا يمثل داو جونز مجرد مؤشر للأسهم الأمريكية، بل يعتبر مقياسًا بارزًا لصحة الاقتصاد العالمي لأسباب عدة:
يضم شركات كبرى: يضم المؤشر شركات عملاقة متعددة الجنسيات تلعب دورًا رئيسيًا في قطاعات مهمة، ما يجعله يعكس حالة الاقتصاد الأمريكي والعالمي.
ثقة المستثمرين: يحظى المؤشر بثقة واسعة من قبل المستثمرين العالميين، حيث يُستخدم كمؤشر قيادي لتوجيه قراراتهم الاستثمارية.
التأثير على الأسواق الأخرى: يؤثر أداء هذا المؤشر على أداء مؤشرات أسهم أخرى حول العالم، نظرًا لأهميته وارتباطه بالاقتصاد العالمي.
بالنسبة للمستثمرين السعوديين، يمثل داو جونز بوابة مميزة للوصول إلى عمالقة الشركات الأمريكية في قطاعات رئيسية مثل التكنولوجيا والصحة والطاقة، مما يقلل مخاطر الاعتماد على سوق واحد.
تاريخيًا، حقق داو جونز عوائد مجزية على المدى الطويل، وبإمكان المستثمرين السعوديين الاستفادة منها من خلال صناديق الاستثمار المتداولة المدرجة بتداول، دون الحاجة إلى فتح حسابات دولية معقدة.
توجه بعض المستثمرين السعوديين نحو داو جونز يعود لعوامل مختلفة:
تنويع المحفظة الاستثمارية: يعد المؤشر بوابة نحو استثمارات متنوعة في شركات أمريكية رائدة، ما يقلل من مخاطر الاعتماد على سوق محلية واحدة.
فرص النمو: يحمل المؤشر تاريخًا طويلاً من الأداء القوي والنمو على المدى الطويل، ما يجعله خيارًا جاذبًا للباحثين عن فرص نمو مستدامة.
السيولة العالية: يتمتع المؤشر بسيولة عالية، ويمكن للمستثمرين تداول عقود استثمارية عليه بسهولة ومرونة.
يضم مؤشر داو جونز 30 شركة عملاقة في البورصة الأمريكية تمثل قطاعات متعددة:
التكنولوجيا: شركات مثل آبل ومايكروسوفت وجي بي مورجان تشيس.
الاستهلاك: ماكدونالدز وكوكا كولا ونايكي على سبيل المثال.
الصناعة: بوينغ وكاترپيلر وهونيويل.
التيروال: فيزا وجونسون آند جونسون وپروكتر آند جامبل.
هذه مجرد أمثلة قليلة، ويمكن الاطلاع على القائمة الكاملة للشركات على موقع بورصة نيويورك أو مصادر مالية موثوقة أخرى.
لم يكن عام 2023 سهلاً بالنسبة للمؤشرات العالمية، ومنها داو جونز الذي تأثر بعوامل مثل:
التوترات الاقتصادية العالمية: أثرت الحرب في أوكرانيا والأزمات الاقتصادية المختلفة على أداء الأسواق.
ارتفاع أسعار الفائدة: أدت سياسات رفع الفائدة العالمية إلى تراجع شهية المستثمرين تجاه المخاطر، بما فيها الأسهم.
التضخم المرتفع: انعكس التضخم المرتفع على أرباح الشركات والمخاوف الاقتصادية، ما أثر على أداء السوق.
تتباين توقعات المحللين حول أداء داو جونز في 2024، لكن يجمع معظمهم على احتمالية تقلباته:
المتفائلون: يرون احتمالية ارتفاعه نحو 40 ألف نقطة مدعومًا بتخفيف السياسة النقدية الأمريكية وتحسن أداء الشركات الكبرى.
المحافظون: يتوقعون نموًا معتدلًا حول 35 ألف نقطة، محذرين من استمرار مخاطر التضخم والركود المحتمل.
الحذرون: يشددون على عدم اليقين الاقتصادي العالمي، ويقترحون توخي الحذر والتنويع في الاستثمارات.
تذكر أن السوق متقلب، وأي توقعات هي مجرد آراء. استشر مختصًا وأجرِ بحثك قبل اتخاذ أي قرار استثماري.
يظل مؤشر داو جونز أحد أهم المؤشرات الاقتصادية في العالم، ووجهة استثمارية جذابة للمستثمرين السعوديين الباحثين عن تنويع محافظهم الاستثمارية وتحقيق عوائد جيدة على المدى الطويل.
